responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مراح لبيد لكشف معنى القرآن المجيد نویسنده : نووي الجاوي، الشيخ محمد بن عمر    جلد : 2  صفحه : 633

سورة البلد

مكية ، هي عشرون آية ، اثنتان وثمانون كلمة ، ثلاثمائة وعشرون حرفا

بسم الله الرحمن الرحيم

(لا) قال الأخفش هي مزيدة (أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ) (١) وهو مكة (وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ) (٢) أي أنت نازل في هذا البلد ، أو أنت في حل مما صنعت في هذا البلد ، فإن الله فتح مكة عليه صلى‌الله‌عليه‌وسلم وما فتحت على أحد قبله ، ولا أحلت له فأحل صلى‌الله‌عليه‌وسلم فيها ما شاء وحرم ما شاء. قتل عبد الله بن خطل ، وهو متعلق بأستار الكعبة ، ومقيس بن صبابة وغيرهما وحرم دار أبي سفيان ، ثم قال : إن الله حرم مكة يوم خلق السموات والأرض ، فهي حرام إلى أن تقوم الساعة لم تحل لأحد قبلي ، ولن تحل لأحد بعدي ، ولم تحل لي إلا ساعة من نهار فلا يعضد شجرها ، ولا يختلي خلاها ، ولا ينفر صيدها ، ولا تحل لقطتها إلا لمنشد ، فقال العباس : يا رسول الله إلا الإذخر فإنه لقيوننا وقبورنا وبيوتنا ، فقال صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلا الإذخر (وَوالِدٍ وَما وَلَدَ) (٣) فالوالد آدم وما ولد بنوه ، وقيل كل والد وولده (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي كَبَدٍ) (٤) أي في اعتدال القامة ، أو في تعب فإنه لا يزال يقاسي فنون الشدائد من وقت نفخ الروح إلى حين نزعها ، وما وراءه ، وليس في هذه الدنيا لذة ألبتة فالذي يظن الإنسان أنه لذة فهو خلاص عن الألم ، وما يتخيل من اللذة عند الأكل فهو خلاص عن ألم الجوع ، وما يتخيل من اللذة عند اللبس ، فهو خلاص عن ألم الحر والبرد ، فليس للإنسان إلا ألم ، أو خلاص عن ألم ، فإذا لا بد بعد هذه الدار من دار أخرى لتكون تلك الدار دار اللذات والسعادات والكرامات (أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ) (٥) أي أيحسب الإنسان بقوته أنه لن يقدر على بعثه ومجازاته ، أو على تغيير أحواله أحد وهو الله تعالى (يَقُولُ) أي الإنسان كلدة بن أسيد أو الوليد بن المغيرة (أَهْلَكْتُ مالاً لُبَداً) (٦) أي أنفقت مالا كثيرا في عداوة محمد عليه الصلاة والسلام ، فلم ينفعني ذلك شيئا.

وقرأ أبو جعفر بتشديد الباء مفتوحة ، وقرأ مجاهد وحميد بضم الباء واللام مخففا ، والباقون بضم اللام وكسرها وفتح الباء مخففا ، (أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ) (٧) أي أيحسب هذا الإنسان أنه لم يره أحد ، وهو الله تعالى حين كان ينفق وأنه تعالى لا يسأله عن إنفاقه ولا يجازيه

نام کتاب : مراح لبيد لكشف معنى القرآن المجيد نویسنده : نووي الجاوي، الشيخ محمد بن عمر    جلد : 2  صفحه : 633
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست